البرندة .. حكايتي مع استثمار منطقة الراحة في زيادة الدخل
- سبتمبر 16, 2023
- Posted by: إبراهيم بزنسة
- التصنيف: أدوات بزنسة مواقع زيادة الدخل

أسلوب الحياة اليوم وضع الكثير منا في نمط مصمم مسبقاً, دراسة , وظيفة وأخيرا تقاعد، ولكن الأغلب عنده أهداف تتجاوز بكثير الأطار الوظيفي, نحلم بالمزيد، وأفكارنا تتسع عشان تكون أوسع بكثير من المحيط الي نعيش فيه هذا الوقت.
وبرغم من أن العقلانية تميز غالبية قراراتنا، وهالشئ يعكس النضج والحكمة التي تكتسبها الشخصية من التجارب، لكن الحقيقة المطلقة تكمن في العاطفة والأحاسيس الداخلية هذه الأحاسيس الي تكونت على مر السنين من التجارب والخبرات، هي الي تشكل الدور الأكبر في تحديد مسار قراراتنا.
هذي الحقيقة تبرز قوة الإنسان في تخطي الحدود والتوقعات، واحنا كبشر، نقدر نوصل لأماكن ماكنا نتوقعها، وهذا كله بفضل الحلم الكبير والقوة الداخلية الي نمتلكها.
وهذا الامر ماهو سلبي أبدا , لان عواطفنا هي مرشد داخلي قيم جدا, خصوصا إذا كانت المعلومات المتاحة حولنا لاتخاذ القرار المنطقي قليلة أو شحيحة.
أتذكر بشكل واضح, أحد الاصدقاء اللي كان يشجعنا على ترك الوظيفة و كيف أن هذي الوظيفة ( ماتوكل عيش) على حد تعبيره, وكيف أن المشاريع التجارية هي أول مراحل الثراء و الاكتفاء المالي, مازلت أتذكر كلماته و حماسه و هو يحاول جذبنا لفريق الأغنياء, كنت على وشك التصديق و لكن راودني شعور الخوف وعدم الارتياح لفكرة ترك مصدر دخل ثابت و المجازفة بمستقبلي في سبيل المجهول , هذا الشعور كان نابع من غريزة قوية ممكن نسميها غريزة البقاء و عدم المجازفة.
من ناحية آخرى, كنت فعليا مكتفي بوظيفتي المعتادة وراتبي الشهري الثابت وحياة متوقفة ماتتطور ودائرتي المريحة صارت ضيقة قدام آمال و طموحات و آفاق واسعة في مخيلتي, كانت حياتي زي الغرفة المليانة بكل وسائل الراحة و الرفاهية لكنها مقفلة و “بدون تهوية” وكان السؤال اللي يراودني دائما: كيف أقدر أجمع بين أهدافي و مخاوفي بذكاء وحذر!!
الحل كان أني أبني “برندة”
“البرندة” ياعزيزي عبارة عن شرفة مبنية من أصل البيت (بمعنى أخر هي عبارة عن نافذة ضخمة مبنية على امتداد الجدار)
بدأت من منتصف دائرتي , كبرتها ووسعتها و أخذت أول خطواتي وكسرت أول طوبة (مخاوفي) , وحطيت خطة عمل ذكية و أنا في مكاني , بدأت بالعمل الاضافي , بدأت أشارك أشياء بسيطة أقدمها زي ورشة عمل مجانية, والاسبوع اللي بعده أرسلت ورشة ثانية, وتدريجيا صار الموضوع عادي بالنسبة لي, سويتها مرة و أقدر أكررها مرات كثيرة, تجاوزت الموضوع بروية وتأني زاد دخلي بنسبة بسيطة, بس الزيادة كانت أكبر بعد شهر و بعد فترة كونت دخل يوازي نصف راتبي في يوم
كبرت “البرندة” بإتقان وصارت مساحتي الخاصة مطلة على العالم الخارجي و أنا في مكاني.
خليني اصيغ لك الخطوات اللي اتخذتها بمنهجية أكثر :
– خليك مطلع وأتعلم من كل شي حولك:
اقرأ كتب ومقالات عن التطوير الذاتي والنمو الشخصي عشان توسع مداركك
احضر دورات وورش عمل تساعدك في اكتساب مهارات تزيد دخلك
(اطلع على ورشة عمل نموذج بزنسة لزيادة الدخل)
– حدد الفرص حولك بدقة :
حدد فرص وأهداف واقعية تخطط تحققها خارج منطقة راحتك
– خطط و نفذ تدريجيا :
حط خطة عمل تدريجية لبدء تحقيق الأهداف بخطوات صغيرة
نفذ الخطة وراقب النتائج وعدل مسارك
– تعلم التسويق الشخصي:
عرّف الآخرين على نفسك وقدراتك في كل فرصة مناسبة
شارك إنجازاتك وتطورك مع الآخرين عشان تبني سمعتك
(شارك في دورة التسويق الشخصي المجانية)
– خطط بشكل أكبر:
راجع تقدمك بانتظام وحدد العقبات عشان تتجاوزها
خطط لمرحلة جديدة بأهداف وخطوات أكبر
(التهور) اللي كان يدعوني له صديقي كان ممكن ينتهي نهاية سيئة , لكن البداية بخطوات صغيرة والبناء عليها بإستمرار , ومع الوقت والممارسة راح تكسب ثقة في نفسك تخليك تحقق أمور و اشياء ماكنت تحلم بتحقيقها أبدا.
أنا وسعت منطقة راحتي و استثمرت من أصولها وبنيت لي نافذة أعطتني اطلالة على العالم, فهمته أكثر وعرفت أسراره و أنا في مكاني , اليوم صار بإمكاني أحقق أي هدف و أنا مستقر و واثق بدون مايحدني خوف أو يعيقني شئ.
فكرة بزنسة: أبدأ في تخطيط مساحتك, سميها برندة او بلكونة أو أخترع لها أسم أهم شي تبدأ فيها !!